ولد هذا الأب البار فى عام 1878 بمدينة جرجا وكان والده كاهنا مباركا وأمه بارة تقية وسمياه باسم ( سيف ) تيمنا بالشهيد أبو سيفين حيث وافق يوم ميلاده عيد استشهاد هذا القديس العظيم .
وكانت هذه العائلة عائلة مثال للتقوى والروح المسيحية والخدمة.. فكان له أربعة أعمام كهنة مباركين مماكان له أكبر الاثر فى نفسه، فنشأ فى كنف الأسرة وفى حب الكنيسة وتغذىبالتعاليم المقدسة منذ حداثته .
وتدرج سيف فى التعليم حتى التحق بالمدرسةالاكليركية عام 1892م.وكان زميلا للأرشيدياكون حبيب جرجس الذى تولى ادارة المدرسة فيما بعد ومكث سيف فى المدرسة خمس سنوات ونال البكالوريوس عام 1898 ووقع عليهالاختيار ليكون مدرسا فى المدرسة اللاهوتية للرهبان بدير المحرق .
وبعد تخرجه من الكلية الاكليركية تزوج من عروس طيبة ولكن بعد فترة قصيرة ماتت العروس وانتقلت إلى السماء فرفض أن يتزوج بأخرى، واهتم بخدمته الدينية فأهتم بالوعظ الدينى فجال فى المدن المحيطة به يعظ ويعلم ولقد قيل عنه أنه كانت له مقدرة خطابية مدعمة بروح الكتاب المقدس يأثر سامعيه بليغا فى حجته وكانت الكلمات تخرج من فمه كاللآلئ اثمينة وأسلوب بسيط يفهمه العامة والبسطاء.
ثم تاقت نفسه لحياة الرهبنة فقصد دير السيدة االعذراء البرموس فى أول الأمر، إلا أن والده منعه من تنفيذ قصده.
انتدبه رئيس الدير المحرق ليكون ناظرا ومدرسا لمدرسة الرهبان فى الدير فتقدم إليه سيف طالبا الرهبنة ففرح الأب الأسقف بذلك جدا، وألبسه ثياب الرهبنة فى عام 1905، وجاء توقيت الرهبنة فى عيد الغطاس فدعى باسما لراهب يوحنا سلامة المحرقى.
وسلك فى الدير بغيرة عظيمة مقدسة عاكفا على الدراسة والبحث والاضطلاع فى مكتبة الدير وتميز بعلمه الغزير واتضاعه الجم وتحليه بالفضائل الرهبانية الأصيلة ، فكان دائم الصمت يجلس فى عزلة وهدوء فاكتسب بذلك ثناء ومحبة رئيس الدير والرهبان فأتخذوه أبا لهم وتتلمذوا على يديه فرسمه رئيس الدير قسا وعينه رئيسا لمدرسة الرهبان فى الدير وعلى يديه تخرج العديد من الرهبان الأتقياء ونهلوا من علمه وفضائله وحكمته.
واستمر عاماً معلما وناظرا للمدرسة وترقى قمصاًوكانت الارساليات الاجنبية فى ذلك الوقت قد بدأت تدخل وتتغلغل بين الشعب القبطى وكانت تذيع مبادئها وتعاليمها الغريبة عن إيمان وروح كنيستنا القبطية، وكانت تستخدم في ذلك كتب تباع بأسعار زهيدة لا تذكر لتيسير أهدافها ومبادئها..
فغار القمص يوحنا سلامة غيرة مقدسة على كنيسته وأحس بالخطر فغاص فى بطون الكتب وأخذ ينقب ويحفر ليبنى أساسا منيعا لا تجرفه سيول الهرطقات والأفكار الغريبة، وبعد مجهود ضخم لسنوات عديدة وضع كتابه الخالد عبر الزمان والنابض بروحانية الكنيسة وعقائدها وايمانها واسماه: " اللآلئ النفيسة فى شرح طقوس وعقائد الكنيسة ".
وعندما قدم هذه التحفة إلى قداسة البابا كيرلس الخامس سر بها جدا ، وأمر غبطته بطبع الكتاب وتدريسه على طلاب الاكليركية وفى المدارسة القبطية.وقد نفذت طبعته الأولى فور صدوره فتقرر طبعه مرة أخرى ، فبزع نجم القمص يوحنا سلامة فى سماء الكنيسة، ونال فى كل مكان يذهب إليه التكريم والثناء والمديح لحفاظه على أرثوذكسية الكلمة والعقيدة.
وفى عام 1918 اختاره الانبا صرابامون مطران السودان ليكون مساعدا له فى الخدمة بالسودان وجعله وكيلا للمطرانية هناك ،فقام بنشاط عظيم بين الأقباط هناك ولمع بريقه للكل فكان يعلم ويعظ ابناء الكنيسة ويسكب عليهم من علمه وروحانياته ، وفى هذه الفترة من حياته جال فى كل مكان ينشئ المدارس ويينى الكنائس ويعلو البناء .
وبعد نياحة البابا كيرلس الخامس قام فريق من الشعب القبطى بترشيحه للبطريركية، ولكن كان قد بدأ ترشيح المطارنة للكرسي الباباوى فنجح الانبا يوأنس فى الجلوس على كرسي مارمرقس ، وأما القمص يوحنا فلم يتوانى عن استكمال خدمته الجليلة فى السودان بالوعظ والتبشير والحفاظ على عقيدة الأباء والأجداد التى تسلمتها الكنيسة من جيل إلى جيل.
وهكذا أشرق القمص يوحنا سلامة بعلمه وتقواه ونسكه وفضائله فى السودان ، وجاهد فى ربوعها يبنى ويعلى البناء يوما بعد يوم فطلب الضال واسترد المطرود وأجبر المكسور وأعصب الجرح وأشادالجميع بمجهوده وعمله ، حتى اإن هيلاسيلاسى امبراطور أثيوبيا قد زاره ذات مرة وطلب منه أن تؤخذ له صورة معه .. كما زاره أمراء وأميرات اثيوبيا فرحين بما عملته يداه .. وقال عنه زعيم الجالية اليونانية فى السودان : لو كان عندنا رجل مثل أبونا يوحنا لأقمنـا له تمثال .
لقد بنى هذا الجبار صرحاً عظيماً وخدم جيله بكل تفانى وإخلاص.
واخيرا حينما حئت ساعة الرحيل أسلم روحه الطاهرة بين يدى الأب السماوى، الذى اشتم رائحة بخور حياته ونسكه وأعماله ومنحه ان يرتاح فى أحضان آبائه القديسين، وذلك فى يوم 28 ابريل سنة 1960 ودُفن جسده الطاهر فى مطرانية الخرطوم التى رواها بعرقه ودموعه.
وكانت هذه العائلة عائلة مثال للتقوى والروح المسيحية والخدمة.. فكان له أربعة أعمام كهنة مباركين مماكان له أكبر الاثر فى نفسه، فنشأ فى كنف الأسرة وفى حب الكنيسة وتغذىبالتعاليم المقدسة منذ حداثته .
وتدرج سيف فى التعليم حتى التحق بالمدرسةالاكليركية عام 1892م.وكان زميلا للأرشيدياكون حبيب جرجس الذى تولى ادارة المدرسة فيما بعد ومكث سيف فى المدرسة خمس سنوات ونال البكالوريوس عام 1898 ووقع عليهالاختيار ليكون مدرسا فى المدرسة اللاهوتية للرهبان بدير المحرق .
وبعد تخرجه من الكلية الاكليركية تزوج من عروس طيبة ولكن بعد فترة قصيرة ماتت العروس وانتقلت إلى السماء فرفض أن يتزوج بأخرى، واهتم بخدمته الدينية فأهتم بالوعظ الدينى فجال فى المدن المحيطة به يعظ ويعلم ولقد قيل عنه أنه كانت له مقدرة خطابية مدعمة بروح الكتاب المقدس يأثر سامعيه بليغا فى حجته وكانت الكلمات تخرج من فمه كاللآلئ اثمينة وأسلوب بسيط يفهمه العامة والبسطاء.
ثم تاقت نفسه لحياة الرهبنة فقصد دير السيدة االعذراء البرموس فى أول الأمر، إلا أن والده منعه من تنفيذ قصده.
انتدبه رئيس الدير المحرق ليكون ناظرا ومدرسا لمدرسة الرهبان فى الدير فتقدم إليه سيف طالبا الرهبنة ففرح الأب الأسقف بذلك جدا، وألبسه ثياب الرهبنة فى عام 1905، وجاء توقيت الرهبنة فى عيد الغطاس فدعى باسما لراهب يوحنا سلامة المحرقى.
وسلك فى الدير بغيرة عظيمة مقدسة عاكفا على الدراسة والبحث والاضطلاع فى مكتبة الدير وتميز بعلمه الغزير واتضاعه الجم وتحليه بالفضائل الرهبانية الأصيلة ، فكان دائم الصمت يجلس فى عزلة وهدوء فاكتسب بذلك ثناء ومحبة رئيس الدير والرهبان فأتخذوه أبا لهم وتتلمذوا على يديه فرسمه رئيس الدير قسا وعينه رئيسا لمدرسة الرهبان فى الدير وعلى يديه تخرج العديد من الرهبان الأتقياء ونهلوا من علمه وفضائله وحكمته.
واستمر عاماً معلما وناظرا للمدرسة وترقى قمصاًوكانت الارساليات الاجنبية فى ذلك الوقت قد بدأت تدخل وتتغلغل بين الشعب القبطى وكانت تذيع مبادئها وتعاليمها الغريبة عن إيمان وروح كنيستنا القبطية، وكانت تستخدم في ذلك كتب تباع بأسعار زهيدة لا تذكر لتيسير أهدافها ومبادئها..
فغار القمص يوحنا سلامة غيرة مقدسة على كنيسته وأحس بالخطر فغاص فى بطون الكتب وأخذ ينقب ويحفر ليبنى أساسا منيعا لا تجرفه سيول الهرطقات والأفكار الغريبة، وبعد مجهود ضخم لسنوات عديدة وضع كتابه الخالد عبر الزمان والنابض بروحانية الكنيسة وعقائدها وايمانها واسماه: " اللآلئ النفيسة فى شرح طقوس وعقائد الكنيسة ".
وعندما قدم هذه التحفة إلى قداسة البابا كيرلس الخامس سر بها جدا ، وأمر غبطته بطبع الكتاب وتدريسه على طلاب الاكليركية وفى المدارسة القبطية.وقد نفذت طبعته الأولى فور صدوره فتقرر طبعه مرة أخرى ، فبزع نجم القمص يوحنا سلامة فى سماء الكنيسة، ونال فى كل مكان يذهب إليه التكريم والثناء والمديح لحفاظه على أرثوذكسية الكلمة والعقيدة.
وفى عام 1918 اختاره الانبا صرابامون مطران السودان ليكون مساعدا له فى الخدمة بالسودان وجعله وكيلا للمطرانية هناك ،فقام بنشاط عظيم بين الأقباط هناك ولمع بريقه للكل فكان يعلم ويعظ ابناء الكنيسة ويسكب عليهم من علمه وروحانياته ، وفى هذه الفترة من حياته جال فى كل مكان ينشئ المدارس ويينى الكنائس ويعلو البناء .
وبعد نياحة البابا كيرلس الخامس قام فريق من الشعب القبطى بترشيحه للبطريركية، ولكن كان قد بدأ ترشيح المطارنة للكرسي الباباوى فنجح الانبا يوأنس فى الجلوس على كرسي مارمرقس ، وأما القمص يوحنا فلم يتوانى عن استكمال خدمته الجليلة فى السودان بالوعظ والتبشير والحفاظ على عقيدة الأباء والأجداد التى تسلمتها الكنيسة من جيل إلى جيل.
وهكذا أشرق القمص يوحنا سلامة بعلمه وتقواه ونسكه وفضائله فى السودان ، وجاهد فى ربوعها يبنى ويعلى البناء يوما بعد يوم فطلب الضال واسترد المطرود وأجبر المكسور وأعصب الجرح وأشادالجميع بمجهوده وعمله ، حتى اإن هيلاسيلاسى امبراطور أثيوبيا قد زاره ذات مرة وطلب منه أن تؤخذ له صورة معه .. كما زاره أمراء وأميرات اثيوبيا فرحين بما عملته يداه .. وقال عنه زعيم الجالية اليونانية فى السودان : لو كان عندنا رجل مثل أبونا يوحنا لأقمنـا له تمثال .
لقد بنى هذا الجبار صرحاً عظيماً وخدم جيله بكل تفانى وإخلاص.
واخيرا حينما حئت ساعة الرحيل أسلم روحه الطاهرة بين يدى الأب السماوى، الذى اشتم رائحة بخور حياته ونسكه وأعماله ومنحه ان يرتاح فى أحضان آبائه القديسين، وذلك فى يوم 28 ابريل سنة 1960 ودُفن جسده الطاهر فى مطرانية الخرطوم التى رواها بعرقه ودموعه.
بركة صلاته تكون معنا آمين .