مرحباً بكم في مدونة دير السيدة العذراء المحرق وهي تحتوي علي تراث الدير وسير وصور قديسي وعلماء ورهبان الدير مع العلم أن هناك روابط لا تغتح إلا إذا كنت مشتركاً في الفيس بوك

السبت، 30 يناير 2010

قبس من نور السواح

القمص بولس وتلميذه القس ميخائيل

كان كل من الأب القمص بولس وتلميذه القس ميخائيل راهبين من رهبان دير المحرق في عهد رياسة القمص عبد الملاك الأسيوطي ( 1772 ـ 1808 م ).

وفي هذه الفترة مرض القس ميخائيل حتى قارب الانتقال من هذه الدنيا فحزن عليه أبيه القمص بولس حزناً شديداً وطلب من السيد المسيح له المجد أن يمنّ عليه بالشفاء.

فنظر الله إلى القمص بولس وشيخوخته وتراءف على القس ميخائيل وشفاه رحمة بأبيه القمص بولس حيث كان الأب القس ميخائيل يرعاه ويقضي أموره كتلميذ لمعلمه.

وقد أختير القمص بولس للبطريركية خلفاً للبابا يوأنس الثامن عشر البطريرك المائة وسبعة ( 1769 ـ 1796 م ) وذلك نتيجة لترشيح الآباء الأساقفة المعاصرين له لما وجدوا فيه من روحانية وتقوى وورع.

لكنه رفض ذلك مفضلاً حياة الوحدة مع المسيح عن الكرسي البطريركي، وقد أختير بدلاً منه الأنبا مرقس الثامن البطريرك المائة والثمانية ( 1796 ـ 1809 م ) صاحب المدائح الكيهكية الشهيرة.


وبإرشاد الروح القدس رأى كل من الأب القمص بولس المحرقي وتلميذه القس ميخائيل المحرقي أن من الأفضل لهما أن يخرجا من الدير للسياحة، فاتجها أولاً إلى خارج الدير في مغارة تبعد مسافة ليست قليلة عن الدير، أتخذاها مأوى لهما وعاشا فيها، وكان الرب يدبر لهما معيشتهما بطريقته الخاصة.

ومكثا في المغارة مدة طويلة إلى أن أنعم عليهما الرب يسوع المسيح له المجد وأمر ملاكيهما أي ملاك القمص بولس وملاك القس ميخائيل ليرشدهما إلى المكان المختار حيث عاشا هناك على أحد جبال الحبشة حيث يوجد كثير من الآباء السواح الأحباش منهم الأب عامود صهيون وهو من الآباء السواح الأحباش المشهورين وكان معاصراً لأبوينا القديسين القمص بولس والقس ميخائيل وكان طعامهم من الموز الجاف الذي يملأ هذه المنطقة ويشربون من مياة الأمطار.


وقد أطلق الآباء الأحباش على الأب القمص بولس المحرقي لقب البطريرك ( حيث رشح للبطريركية ). ووفقاً لإرادة الرب وعند إقتراب انتقال القمص بولس المحرقي من العالم أراد الرب أن يدبر للقس ميخائيل المحرقي تلميذاً كما كان هو تلميذاً للقمص بولس المحرقي ففي وقت معين كان الأب القمص بولس العابد المقاري ذاهباً إلى دير السريان وذلك في النصف الأول من القرن العشرين تقريباً وبسماح من الرب ضلّ الطريق في البرية,

وهناك تقابل مع القس ميخائيل المحرقي الذي أخذه بدوره إلى القمص بولس المحرقي على جبال الحبشة ليخبره بإختيار الله له ليكون ضمن الآباء السواح ويكون تلميذاً للقس ميخائيل المحرقي، فأطاع. وكان عمر أبينا القمص بولس المحرقي السائح 180 سنة وعمر أبينا القس ميخائيل المحرقي السائح 160 سنة في ذلك الوقت.