مرحباً بكم في مدونة دير السيدة العذراء المحرق وهي تحتوي علي تراث الدير وسير وصور قديسي وعلماء ورهبان الدير مع العلم أن هناك روابط لا تغتح إلا إذا كنت مشتركاً في الفيس بوك

الثلاثاء، 7 يوليو 2009

الأنبا مكسيموس مطران القليوبية

الميلاد

ولد الطفل قوسة في 2 ابريل عام 1911 بمدينة أخميم بمحافظة سوهاج، كان والده " الخواجة جيد جريس " يعمل بالتجارة ووالدته سيدة فاضلة ترعى شئون منزلها وأبنائها العشرة، وكان قوسة منذ حداثته يذهب إلى كتّّاب الكنيسة.

وظل هكذا في حياة التعليم الروحي في أحضان الكنيسة بأخميم فتعلم القراء والكتابة والألحان تحت رعاية المتنيح القمص بطرس الأخميمى حتى بلغ من العمر ثماني سنوات ثم انتقل مع عائلته إلى الإسكندرية حيث اتساع تجارة والده، وهناك التحق بمدرسة الأمريكان ليحصل على الابتدائية عام 1927 ثم على البكالوريا عام 1930م.

شبابه

كان تكريس القلب لله له علاماته في حياة وتصرفات الشاب قوسة حيث كان دائما يقتنص الفرص ليدخل إلى حجرته في خلوة مع الرب يسوع،وتضائلت أمامه كشاب كل مباهج الحياة، حيث حفظ أجزاء كثيرة من الكتاب المقدس عن ظهر قلب، وأجاد اللغة القبطية حتى صار من علمائها، وكان يحيا حياة الفقر الاختياري والتجرد، وتعب من أجل راحة الآخرين وخدمة الفقراء والمرضى حتى أسس جمعية " الجنود العاملين لمجد المسيح " لزيارة المرضى بالمستشفيات والمسجونين و سد إحتياجاتهم.

الرهبنة

وعند بلوغه الحادية والعشرين من عمره بدأ فكر الرهبنة يسيطر على مشاعره، فتوجه إلى دير العذراء المحرق وعرفت الأسرة أمر ابنها البكر فحاول الأب أن يعيده ولكنه رفض، ولكن الأم فرحت حيث رأت لرؤى عنه منها انها شاهدت يوما ملاكا يقف خلفه دائماالحياة في الدير وصل الشاب قوسة لدير المحرق يوم 22 ابريل 1932 وأُعطى اسم الاخ شاروبيم حيث كان ذو طبع ملائكي ولم يمض وقت طويل عليه تلميذا حتى رسم راهبا باسم الراهب أنجيلوس.


عاش الراهب أنجيلوس حياته الديرية مطيعاً لرئيسه محباً للإخوة ومحبوباً منهم, يميل للصمت أكثر من الكلام، وكان مثالاً رائعاً للراهب الذي يجمع بين العبادة في أوقاتها وبين العمل داخل الدير.التحق الراهب أنجيلوس بالمدرسة اللاهوتية بحلوان مع مجموعة من الرهبان عام 1933.

الكهنوت والخدمة


رُسم الراهب أنجيلوس قساً فى عام، 1936بعد مضى أقل من أربعة سنوات على رهبنته، ثم رقى إلى درجة القمصية عام 1947 خدماته فى عام 1948وقع الاختيار على القمص أنجيلوس المحرقى ليكون وكيلا للدير المحرق، فكان نعم الوكيل الامين الحكيم الذى اقامه سيده.

وبعد انتهاء فترة وكالته للدير عام 1952 تم اختيار القمص أنجيلوس ليكون أمينا لمكتبة البطريركية بالقاهرة، فاهتم بالمكتبة من حيث تنظيمها وتدعيمها وكتب العديد منها ولم يكتب اسمه عليها كمؤلفها بل من إتضاعه وبعده التام عن المجد الباطل كان يضع اسماء آخرين عليها.

وفى عام1954 أصدر البابا البطريرك الأنبا يوساب الثاني قراره باختيار القمص أنجيلوس المحرقي ليكون سكرتيراً روحيا لقداسته.وبعد هجرة الاقباط خارج الوطن وقع اختيار البابا كيرلس السادس على القمص انجيلوس المحرقى ليكون راعيا للكنيسة في الكويت وذلك عام 1961 , وبدات الخدمة تسرى في الكويت حيث اهتم بكل المسيحين

ورغم نجاحه فى الخدمة إلا أنه كان دائما مشتاقا للعودة للدير فوافق البابا كيرلس السادس على عودته من الكويت وأرسله مع أبونا متياس السرياني " نيافة الانبا دوماديوس مطران الجيزة " لتعمير دير مارمينا .

رسامته أسقفاً

في 31مارس 1963رسم البابا كيرلس السادس القمص أنجيلوس المحرقى أسقفا، على أبروشية القليوبية ومركز قويسنا باسم الانبا مكسيموس، وعندما فاتح مجلس كنيسة بنها في هذه الخصوص قالوا له إن ألأبروشية لا تتحمل أسقفا فرد البابا عليهم قائلا: أنا إخترت لكم راهب سندوتش فول بتلاتة قروش يكفيه، ولم يكن في بنها دار للمطرانية فأقام الأنبا مكسيموس في حجرة بسيطة في كنيسة العذراء، ولم يكن له سيارة خاصة فكان يقوم باستئجار حنطور ليقوم بزيارة الأسر المسيحية.

وكان ينطبق عليه قول الكتاب " رابح النفوس حكيم " فكم من النفوس ربحها لمخلصه حيث كان لديه من الحكمة السماوية بحيث يجد لكل إنسان مدخلا مناسبا لشخصيته دون أن يتكلم بلغة المرشد أو الواعظ أو حتى صاحب سلطان كأسقف بدأت يد الله تعمل بصلوات الأنبا مكسيموس، ببناء دار للمطرانية وبناء كنيسة ماريوحنا الحبيب بمنطقة كفر السرايا و المجاورة لأتريب حيث الكنيسة الأثرية الموجودة تحت الارض، وأيضا شراء كنيسة القديس نيقولاوس ببنها.

كان الأنبا مكسيموس يهتم بالخدمة ويعمل على انمائها بواسطته أو بواسطة آخرين، ولذلك طلب من البابا شنوده الثالث لرسامة خورى أبيسكوبس لمساعدته، وفى يوم 18 يونيو عام 1978تم ترقية نيافته مطراناً.

نياحته

قرب نياحته كان يردد دائما " انا طالع القلاية اللي فوق " قاصدا السماء وفي يوم الاربعاء 6 مايو عام 1992 فارقت روحه الطاهرة الحياة وتمت الصلاة على جسده الطاهر ودفنه في كنيسة العذراء ببنها حيث مزاره الآن.

ومن كلمة الباب شنوده عنه في يوم نياحته:

إنسان عاش حياته كلها كنسيماً هادئا يعبر علينا.. كان بيننا مثل الملائكة على الأرض.. كان هادئاً جداً و طيباً جداً ومملوء من الإيمان.. كنا نعجب من ابتسامته اللطيفة ومن شيخوخته الوقورة.. وكان يحب المساكين والمحتاجين.. عاش سفيراً للمسيح، قديساً يصنع المعجزات في حياته وبعد مماته ".